الاقتداء ـ محمد الرسول صلى الله عليه وسلم القائد
المحور الأول: المؤهلات القيادية للنبي صلى الله عليه وسلم
1. نبذة مختصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
هو أبو القاسم، محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، وأمه آمنة بنت وهب القرشية الزهرية؛ ولد صلى الله عليه وسلم في مكة صبيحة يوم الإثنين في ربيع الأول من عام الفيل، الموافق لـ571م.عاش يتيما يعول على نفسه حيث اشتغل برعي الغنم في صباه وخرج للتجارة في سن مبكر، نزل عليه الوحي في أربعين سنة من عمره، عاش 13 سنة في مكة بعد البعثة ثم هاجر إلى المدينة فعاش بها عشر سنوات، توفي في 12 ربيع الأول سنة 11 من الهجرة وعمرة 63 سنة وهو آخر الأنبياء والمرسلين
2. مفهوم القيادة:
3. المؤهلات القيادية للرسول صلى الله عليه وسلم:
إن المتتبع لأحداث السيرة البوية يجد أن الله تعالى قد أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بمؤهلات قيادية عديدة مكنته من أداء مهمته النبيلة التي أسس بها حضارة الإسلام وأخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن أهم هذه المؤهلات ما يلي:
الثقة في الله والتوكل عليه وحسن الظن به: فقد كان صلى الله عليه وسلم يعتمد على الله لأنه هو الموفق للصواب امتثالا لقوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} سورة الفرقان، الآية 58.
التجربة والخبرة العملية: فقد مارس صلى الله عليه وسلم الرعي وهو صغير، وخرج للتجارة وهو شاب يافع فحصلت له بذلك الخبرة والتجربة. الوعي بالمحيط ومعرفة الواقع: حيث خرج صلى الله عليه وسلم للكسب فخالط الناس في الأسواق فعرف أحوالهم وأصنافهم وميولاتهم، فتعلم الصبر والحِلم والصفح في المعاملة.
الماضي المشرق للنبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان للنبي عليه السلام ماضٍ نقي لا كذب فيه ولا خيانة، حتى أن قومه لقبوه قبل البعثة بالصادق الأمين.
المحور الثاني: أساليب القيادة النبوية للمجتمع المسلم.
التشاور: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستبد برأيه أبدا فقد كان يشاور أصحابه في الأمور الدنيوية ويطلب رأيهم فيها، انسجاما مع قول الله تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} سورة آل عمرن، الآية 159. ومن ذلك مشاورته لأصحابه في اختيار مكان مُعسكر الجيش في غزوة بدر، واستشارتهم في الخروج لملاقاة العدو في غزوة أُحد، وقبوله بفكرة سلمان الفارسي بحفر الخندق في غزوة الأحزاب.
اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية دون تردد أو شك: عملا بقول الله تعالى {فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين} سورة، الآية 159. ولذلك رد صلى الله عليه وسلم على بعض المترددين في الخروج لغزوة أحد بعد اتخاذ القرار قائلا: "ما كان لنبي أن يضع أداته بعد أن لَبِسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه".
الصبر والحِلم مع المخالفين: كان صلى الله عليه وسلم لا يعَنِّف المخالفين وإنما يرشدهم للصلاح برفق ورحمة، لأجل ضمان الوحدة ورصِّ الصفوف، وقد مدحه الله تعالى في قوله: {فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت فَظاًّ غليظ القلب لَانْفضُّوا من حولك} سورة آل عمران، الآية: 159