الاستجابة ـــ الحج أركانه ومقاصده
النصوص الوظيفية: نصوص الصفحة: 54 من الكتاب المدرسي (الرحاب)
المعاني المستفادة من النصوص:
النص1: بيان الله سبحانه حكم الحج وهو الوجوب بشرط الاستطاعة.
النص2: بيان الله تعالى الميقات الزماني للحج مع ذكره بعض الأعمال المنافية لهذه العبادة.
النص3: بيان الحق سبحانه بعض مقاصد الحج المتمثلة في تحصيل منافع دينية وأخرى دنيوية.
النص4: بيان الرسول صلى الله عليه وسلم فضل وجزاء الحج المبرور.
المحور الأول: الحج: مفهومه وحكمه وفضله
1ـ مفهوم الحج:
الحج لغة القصد والزيارة، واصطلاحا: عبادة ذات إحرام، وطواف بالبيت الحرام، وسعي بين الصفا والمروة، ووقوف بعرفة ليلة عيد الأضحى.
2ـ حكم الحج:
الحج فرض واجب بالكتاب والسنة والإجماع على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع بدنيا وماديا، ومن جحد وجوبه فهو كافر، وأما من تركه تهاونا فهو على خطر عظيم.
قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}
3ـ فضل الحج:
للحج المبرور فضل عظيم يتجلى في مغفرة الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"
وقال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"
المحور الثاني: أركان الحج ووجباته:
1ـ أركان الحج:
الركن الأول: الإحرام:
وهو نية الدخول في الحج عند الوصول إلى الميقات، مع التلبية والتجرد من لباس المَخِيط والمُحِيط، ومن فعل ذلك فقد تم إحرامه بشرط نية القِران أو التَّمتع أو الإفراد.
معنى الميقات: ميقات الحج نوعان هما:
ميقات زماني: وهو أشهر الحج المعلومة التي حددها الله تعالى (شوال، ذو القعدة، عشرة أيام من ذي الحجة).
ميقات مكاني: وقد حدده النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة أمكنة فيها يحرم الناس ويعقدون نية الحج أو العمرة أو هما معا، وميقات أهل المغرب ومن في جهتهم يسمى: الجُحفَة أو رَابِغ يبعد حوالي 200 km كلم عن مكة.
أنواع الإحرام: للإحرام ثلاثة صور:
الصورة الأولى: الإِفراد: هو نية الدخول في الحج وحده ويقول المُلَبِّي "لبيك اللهم حجا"
الصورة الثانية: القِران: وهو نية الدخول في الحج والعمرة معا، ويقول الملبي "لبيك اللهم عمرة وحجا"
الصورة الثالثة: التمتع: وهو الإحرام في أشهر الحج بالعمرة وحدها، ويقول الملبي في الميقات "لبيك اللهم عمرة"، وبعد التحلل من العمرة ينتظر حتى يوم 8 ذي الحجة فيحرم مرة أخرى بالحج قائلا: "لبيك اللهم حاجا" ثم يؤدي مناسك الحج
الركن الثاني: الوقوف بعرفة:
وهو الركن الأعظم من أركان الحج لقوله ﷺ: «الحجُّ عرفة»، ويبدأ الوقوف من زوال إلى ما بعد غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، ومن فاته الوقوف بعرفة فلا حج له.
الركن الثالث: طواف الإفاضة:
وهو الطواف بالكعبة المشرفة سبعة أشواط ابتداء من الحجر الأسود وانتهاء إليه، ويكون يوم النحر (10 ذي الحجة) بعد النزول من عرفات.
وللطواف ثلاثة أنواع: أولها: طواف الإفاضة وهو رُكن من تركه فلا حج له، ، وثانيها طواف القدوم وهو واجب لا يجوز تركه، لكن من تركه لا يفسد حجه ولكنه ملزم بالفِدية ، ويقوم به الحاج عند أول وصوله إلى بيت الله الحرام، وثالثها: طواف الوداع، وهو سُنَّة، ويقوم به الحاج عند رغبته في توديع بيت الله الحرام ومن تركه فلا شيء عليه.
الركن الرابع: السعي بين الصفا والمروة:
وهو المشي سبعة أشواط ابتداء من الصفا وانتهاء بالمروة، ويقع السعي بعد الطواف مباشرة.
2ـ واجبات الحج:
1ـ طواف القدوم؛ 2ـ النزول بمزدلفة؛ 3ـ رمي جمرة العقبة يوم النحر؛ 4ـ الحلق أو التقصير؛ 5ـ تقديم رمي جمرة العقبة على الحلق، 6ـ تقديم رمي جمرة العقبة على طواف الإفاضة؛ 7ـ المبيت بمنى أيام التشريق؛ 8ـ رمي الجمرات الثلاث أيام منى.
3ـ الفرق بين الأركان والواجبات في الحج:
الركن: في الحج هو (الفرض) الذي لا يتم الحج إلا به ولا ينجبر بالدم. فلا يصح حج من ترك ركنا من أركانه.
أما الواجب: ما يحرم تركه اختيارا لغير ضرورة، ولكن لا يفسد الحج بتركه وينجبر بالدم.
وعليه فمن ترك ركنا من أركان الحج لزمه العودة وإلا فلا حج له، ومن ترك واجبا فلا تلزمه العودة ولكن تلزمه الفدية.
المحور الثالث: مقاصد الحج التربوية والاجتماعية والاقتصادية:
1 مقاصد الحج التربوية:
· إخلاص النية لله تعالى فلا يكون الهدف من الحج الرياء والسمعة.
· الصبر والتحمل والثبات على الشدائد مهما صعُبت.
· الإيثار والتضحية والإحسان إلى المسلمين وعدم إيذائهم ومضايقتهم.
·التخلق بخلق التواضع والانكسار بين يدي الله عز وجل.
2 مقاصد الحج الاجتماعية:
· الشعور بالوحدة والتلاحم، وإزالة كل الفوارق المصطنعة، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
· مؤتمر إسلامي عالمي سنوي، يذكر المسلمين بمدى قوتهم عند اجتماعهم، فوجب تعزيز هذا التكتل من أجل تقوية بعضهم.
3 مقاصد الحج الاقتصادية:
أباحت الشريعة الإسلامية للحاج أن يتاجر ويتكسب، وهو يؤدي فريضة الحج، قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾، ومن بين المقاصد التي تحقق في هذا المجال: ـ حصول الرواج الاقتصادي.
· ـ تيسير التبادل التجاري بين دول العالم الإسلامي.
ـ كونه فرصة للاجتماع بين التجار، وتبادل الخبرات والصفقات.