الخصائص العامة للشريعة الإسلامية
النصوص الوظيفية
قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.} سورة الأعراف الآية 158.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا
بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة"
شرح المفردات سياقيا:
ـ كلماته: أوامر الله وأحكامه المنزلة.
ـ اتبعوه: اعملوا بأوامره واجتنبوا نواهيه.
ـ تهتدون: توفقون وترشدون إلى طريق الحق
ـ سددوا: من السداد وهو إصابة الهدف كاملا أي
أدوا الأعمال بكمالها
ـ قاربوا: من المقاربة أي قاربوا السداد
ـ ولن يشاد: ولن يبالغ
ـ أبشروا: استبشروا وافرحوا بدينكم.
ـ الغدوة: عبادة الصباح، الروحة: عبادة المساء.
ـ الدلجة: عبادة الليل.
المحور الأول: مفهوم خصائص الشريعة الإسلامية
1 مفهوم الشريعة الإسلامية:
هي احكام الله المنزلة على عباده المكلفين، لتنظيم حياتهم الدينية
والدنيوية وفقا لما جاء في الكتاب والسنة.
2 مفهوم خصائص الشريعة الإسلامية:
الخصائص جمع خاصية، وهي كل وصف يختص به الشيء ويبين حقيقته، وخصائص الإسلام
هي السمات والمميزات التي يتصف بها الإسلام، ومنها ما يختص به وحده، ومنها ما هو
مشترك بينه وبين غيره، وإن كان للدين الإسلامي منها كماله، وهذه السمات كاشفة
لطبيعة الإسلام وحقيقته.
المحور الثاني: أهم خصائص الشريعة الإسلامية
أولا: خاصية الربانية:
ومعناها أن الشريعة الإسلامية منسوبة إلى
الرب سبحانه في مصدرا ومنهجا وغاية ووجهة.
1ـ ربانية المصدر والمنهج:
أي أن الشريعة مصدرها من الله تعالى، وهو
الذي وضع منهجها قال سبحانه: {إنا أنزلنا إليك الكتاب
بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} سورة النساء، آية: 104.
ومن ثمراتها: سلامة
الدين من التعارض أو النقص والتحريف، قال سبحانه: {أفلا
يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء:81
1ـ ربانية الغاية والوجهة:
فالشريعة جاءت من عند الله لتجعل للإنسان
غاية من أسمى الغايات وهي أن يلقى الله وهو عليه راض، لذلك تنبهه إلى أنه سائر في
طريقه إلى الله تعالى، قال سبحانه: {وأن إلى ربك
المنتهى} سورة النجم، آية41.
ومن ثمراتها: أنها تجعل الإنسان يدرك العلة
من خلقه وسر وجوده: فيبذل كل جهوده لبلوغ هذه الغاية، ويحرر نفسه من كل ما يعوق
ذلك: قال عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الذاريات، 56.
ثانيا: خاصية الشمول:
والمقصود بالشمول إحاطة تعاليم الشريعة
الإسلامية بكل مجالات الحياة، من عقيدة وعبادة ومعاملات وسياسة وقضاء... وهذا
الشمول يستوعب حياة كل الناس في كل زمان وفي كل مكان: {ونزلنا
عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}، النحل الآية: 89،
ثالثا: خاصية العالمية:
ويقصد بها أن رسالة الإسلام تخاطب كل أمم العالم
على اختلاف أعراقهم وأجناسهم، بل تخاطب الجن والإنس، باقية إلى قيام الساعة، غير
محدودة بعصر، ولا جيل، قال سبحانه: {قل يا أيها الناس
إني رسول الله إليكم جميعا} الأعراف 158، وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، ويجب على من سمع
بها أن يتبعها.
رابعا: خاصية الوسطية (التوازن والاعتدال):
وهي الاستقامة على المطلوب من غير زيادة ولا
نقصان، والأخذ بالوسط من غير إفراط ولا تفريط، قال سبحانه: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} البقرة، آية 142.
خامسا: خاصية اليسر ورفع الحرج:
ومعنى اليسر السهولة والتخفيف، ضد المشقة
والضيق، فتكاليف الشريعة الإسلامية جاءت لترفع الحرج على الناس وتيسر عليهم أمور
دينهم ودنياهم، قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا
يريد بكم العسر} البقرة، آية 184. وقال سبحانه: {لا
يكلف الله نفسا إلا وسعها} سورة البقرة آية 285.
ومن مظاهر التيسير ورفع الحرج في الشريعة
الإسلامية:
ـ تيسير الاحكام الشرعية والتخفيف منها
مقارنة بالشرائع السابقة، قال تعالى: {ربنا ولا تحمل
علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}
سورة البقرة آية: 285.
ـ تشريع الله تعالى لمجموعة من الرخص الشرعية
لذوي الأعذار، كإباحة التيمم عند فقد الماء أو عدم القدرة على استعماله. وقصر
الصلاة والإفطار في رمضان في السفر، وإسقاط الزكاة على الفقير..
ومن كان من ذوي الأعذار ولم يأخذ بالرخصة فقد
شدد على نفسه وضيع الدين، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصة
كما يحب أن تؤتى عزائمه"
سادسا: خاصية الاجتهاد والتجديد:
ويقصد بذلك أن الشريعة الإسلامية قادرة على
مواكبة تطورات العصر وحل المشكلات والنوازل المستجدة التي لم يأت فيها نص صريح في
القرآن والسنة، وذلك عن طريق الاجتهاد، وهذه مهمة الفقهاء الراسخين في العلم، فعن
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد
لها دينها".