تلخيص كتاب: الزلزال الرهيب
بدأ
صاحب الكتاب ببيان دلالة العنوان الذي اختار لكتابه وهو الزلزال الرهيب، وبدأ بذكر
بعض الآيات التي تحمل بعض دلالات الزلزال في القرآن الكريم، حيث يحمل دلالات الرج
والنسف، والتحرك بشدة، وكان غرضه من ذلك أن الزلزال لا يقصد به دائما تحرك الأرض،
وإنما يقصد به كل رج أو نسف سواء كان ماديا أو معنويا.
الزلزال الخطير
ثم بين بأن هناك زلزالا يمكن
أن يصيب الإنسان وهو أخطر من تحرك الأرض، وهو الزلزال الذي يصيب الأخلاق، وهو أخطر
شيء لأن إعمار الأرض بعد زلزالها أسهل بكثير من إصلاح أخلاق الناس إذا فسدت.
كما تحدث عن كيفية حدوث الزلزال مع الإشارة إلى بعض الأمارات والإشارات التي تسبق حدوثه، إضافة إلى حديثه عن تاريخ الأرض مع الكوارث والزلازل حيث كانت كثلة واحدة قبل أن تتفرق إلى قارات بسبب هذه الكوارث ومن أهمها الزلزال.
ثم بدأ في سرد مغامرة مؤمن ومن
هذه المغامرة سنفهم قصده من تسمية هذا الكتاب بالزلزال الرهيب، حيث سيجد مؤمن
نفسه في الوقت الذي يبحث فيه عن هدفه وسط
قرية يجتمع فيها نوعان من الزلازل: زلزال مادي، وآخر معنوي.
بدأ المغامر الصغير مؤمن
رحلته في البحث عن ميناء يعبر منه إلى قارة أخرى، لكن أمامه صحراء قاحلة سيخوضها
على حصانه قبل وصوله إلى هذا الميناء.
بدأ مؤمن بحكاية الصعاب
والعقبات التي مر منها وهو يقطع هذه الصحراء التي لا تشبه الصحاري، في صحراء لكنها
غير قاحلة ففيها نبات كثير شوكي ومليئة بالحشرات، وهو في طريقه أدركه الليل فربط
حصانه إلى شجرة ثم نام، لكنه استيقظ على مشهد غريب حيث وجد كل شي قد تغير، كل شيء
قد تحرك في مكانه، والأشجار والجبال كل شيء قد تحطم مشهد لم يسبق له أن رآه، ثم
أكمل طريقه سائرا إلى هدفه لكنه لم يكن على يقين أنه في الاتجاه الصحيح، لأنه يريد
الوصول إلى الميناء لكن لم يظهر أثر أي بحر ولا أثر له فوجد نفسه تائها في
الصحراء.
في طريقه تجاوز بعض الجبال فإذا
به يطل على مدينة عامرة جميلة فيها كل ما يطلبه الإنسان لأجل العيش الكري، مدينة
ليلها كنهارها لأنها تكون مضاءة بالمصابيح بالليل.
الغريب الذي شاهده مؤمن في هذه المدينة أن أغلب سكانها من النساء وأن
الرجال قليلون فيها، فكر مؤمن في السبب لكنه لم يتوصل لشيء بعد.
ثم بحث مؤمن عن مكان ليبيت
فيه، فوجد فندقا فدخل إليه، فاستقبلته امرأة طيبة المعاملة، أعجب مؤمن بالفندق به
وبنظافته، فكل شيء مرتب فيه.
ومن الغرائب التي أدهشت مؤمن كذلك وهو في المدينة أمران اثنان: الأمر
الأول: أن غالب فتياتها متبرجات بزينتهن يخرجن إلى ساحات المدينة، وأن كل فتاة تراه
تعجب به وتريد الارتباط به، وما قابله أحد إلا عرض عليه ابنته للزواج بها وعزمه
على منزله، حتى صاحبة الفندق كانت قد عرضت عليه أن يختار إحدى بناتها الثلاث،
ولكنه يعتذر بأنه لا زال غلاما فقط.
والأمر الثاني: الهزات الزلزالية التي تتكرر على هذه المدينة كل يوم، فهي
لا تهدأ من التحرك بسبب الزلزال، حتى أن الناس قد تعودوا عليه وكأنه شيء عادي.
وهذان الأمران جعلا من مؤمن يفكر في أسباب ذلك مما جعله يرغب في اللقاء
بإمام مسجد المدينة ليسأله عن هذا الأمر.
توجه مؤمن إلى الإمام مباشرة
بعد صلاة الظهر لأنه كان دائما يحافظ على صلاته. فعزمه إمام المسجد للغداء فتوجه
معه فوجد عنه هو الآخر ثلاث بنات محتشمات.
أخبره الإمام أن المدينة مسلمة والحمد لله لكن المشكلة التي يعانون منها هي
أن الله ابتلاهم بإنجاب البنات فقط، وهذا هو سبب كثرة الفتيات، ولا شك أن كل فتاة
لها رغبة في الزواج، ولذلك يرغب الناس في مؤمن بأن يزوجوه بناتهم.
وأما سبب الزلزال فقال الإمام بأنه لا يعرفه لكنه يحدث كل يوم، فالمدين
تعاني زلزال الأرض كما تعاني من زلزال العنوسة.
في اليوم التالي: صلى مؤمن
الفجر في المسجد ثم عاد إلى الفندق فأخذ يقرأ القرآن فمرت عينه على آية يقول الله
تعالى فيها: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} فقال سبحان الله،
هذا هو حل هذ المدينة، يجب على الرجال أن
يتزوجوا أكثر من امرأة حتى تقل العنوسة، فتوجه مسرعا إلى إمام المسجد فقال بأنه
وجد الحل.
أخبر الإمام الغلام مؤمن بأن عرف البلد لا يسمح بذلك، وأن النساء لهن سلطة على الرجال فلا يمكنهم ذلك، وقد حاولت أن أشرح للناس فتغضب النساء، فدار حوار طويل بينهما، وقبل انتهائه حدثت هزة أرضية، وانتهى الحوار بينهما بلا فائدة ثم أخبر مؤمن الإمام أنهم يعطلون شرع الله في هذه المدينة.
لما عاد مؤمن إلى الفندق تفاجأ
بأن نزيلا غريبا سيشاركه الغرفة، هذا الرجل أيضا استغرب مما يحدث في هذه المدينة
فحكى له مؤمن المشكل، ففكر هو الآخر في كيفية الوصول إلى حل لها.
حدثت بعد ذلك مشاهد في
المدينة حزن لها كل من مؤمن وصديقه مهاب، لما رأوا فتيات القرية يتجمعن كل أسبوع
فوق جسر عال يطلبن الله أن يفرجن عنهن هم العنوسة مما جعلهما يفكران في حل الموضوع
بجدية.
حينئذ ذهب مؤمن مرة أخرى إلى إمام المسجد السيد عبد القادر، فأخبره الإمام
أنه فكر في موضوع التعدد وأنه سيبدأ بنفسه وسيتزوج أكثر من امرأة ثم بعد ذلك ينصح
الناس أن يفعلوا مثله، لكن زوجته لا ترغب في ذلك.
ذهب مؤمن بعد ذلك لزوجة الإمام
فحاورها فأقنعها بتقبل الأمر حرصا على مصلحة بناتها الثلاث لأن التعدد سيجعلهن
يتزوجن.
وبعد أيام تزوج إمام المدينة
بزوجة ثانية من فتيات المدينة الصالحات، وانطلقت الزغاريد وعم السرور والفرح.
أما الزلزال الذي يقع كل يوم في المدينة فقد اكتشفوا سبب حدوثة وهو
صدع يوجد في المدينة يزداد يوما بعد يوم،
ففكروا في ردم هذا الصدع بعد حدوث هزة قوية هدمت كل منازلهم، وتوفي منهم الكثير.
بعد أن أقاموا جنازة للموتى
اتحدوا جميعا على الجسر الذي كانت فتيات المدينة يصعدن إليه كل أسبوع وقاموا بكسره
فسقط وسط ذلك الصدع الذي يسبب في الزلزال فتم ردمه.
وبعد بناء البيوت التي حطمها الزلزال وإعادة إعمار المدينة أقاموا عرسا
جماعيا وقبلت النساء بالتعدد، فأصبح للرجل منهم امرأتان أو ثلاث أو أربع، كما تزوج
صديق مؤمن امرأتان وعاد الناس إلى شرع الله وعاشوا في سعادة وهناء.
بعد هذه المغامرة التي عاشها مؤمن، وبعد حل المشكل سيفكر مؤمن في الرحيل،
وكل سكان المدينة لا يريدون ذلك فودعوه بالدموع، كما أهداه صديقه مهاب جوهرة عزيزة
لديه تذكارا من هذه المدينة ثم ذهب...