دخل التزكية (عقيدة) درس التوحيد وأدلته.
نصوص الانطلاق:
النص1: قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} سورة الأنبياء: آيه 25.
النص2: قال تعالى: {قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد} سورة الإخلاص.
النص3: قال سبحانه: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} سوة الكهف، 14.
شرح المفردات:
يوحى: من الوحي وهو الإعلام في الخفاء وهو الإخبار.
الصمد: وحده المقصود في الحوائج، المستحق للعبادة.
لم يكن له كفؤا أحد: لا مماثل له ولا مكافئ.
وربطنا على قلوبهم: ألهمناهم الصبر وشددنا على قلوبهم بنور الإيمان.
شططا: قولا منافيا لعقيدة التوحيد.
المعاني المستفادة من النصوص:
النص 1: بيان الحق سبحانه الغاية من بعثة الرسل، والمتمثلة في تبليغ عقيدة التوحيد.
النص 2: ذكر الله تعالى بعض صفات الكمال المختصة به سبحانه، وأنه وحده المقصود في الحاجات، والمستحق للعبادة.
النص3: إلهام الله تعالى فتية الكهف الصبر، وتثبيت قلوبهم على عقيدة التوحيد.
المحور الأول: مفهوم التوحيد ومكانته في الإسلام.
1 ـ مفهوم التوحيد:
التوحيد لغة: جعل الشيء واحدا غير متعدد، واصطلاحا: الاعتقاد الجازم بأن الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريك له في ملكه وتدبيره، وأنه وحده المستحق للعبادة.
2 ـ مكانة التوحيد:
يعتبر التوحيد محور العقيدة الإسلامية، بل محور الدين كله، وهو أول ما يؤمر به الإنسان والأساس الذي تبنى عليه باقي الاعتقادات والأعمال.
ولهذا السبب أمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل أن يبدأ دعوته للناس بالتوحيد لما أرسله إلى اليمن. (يُنظر حديث ابن عباس ص19، رحاب).
3 ـ أركان التوحيد:
للتوحيد ركنين أساسيين هما:
أ ـ النفي: نفي وجود أي آلهة أخرى مع الله.
ب ـ الإثبات: إثبات وجود الله تعالى، وإفراده بالخلق والعبادة.
وهذين الركنين هما المتضمنين في كلمة التوحيد "لا إله (نفي) إلا الله (إثبات).
المحور الثاني: أدلة التوحيد النقلية والعقلية:
الأدلة هي الحجج والبراهين وتنقسم إلى قسمين: أدلة نقلية وهي النصوص المنقولة إلينا من الكتاب والسنة، وأدلة عقلية: وهي كل ما يتوصل إليه من الحقائق باستعمال قواعد العقل والمنطق.
1 ـ أدلة التوحيد النقلية:
للتوحيد أدلة كثيرة من كتاب الله تعالى منها:
ـ قال تعالى: {قل هو الله أحد} سورة الإخلاص، آية 1.
ـ قال سبحانه: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} سورة طـه، آية14.
ـ قال عز وجل: {ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شي} سورة الأنعام، آية 113.
ـ قال تبارك اسمه: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} سورة البقرة، آية 255.
2 ـ أدلة التوحيد العقلية:
يمكن للإنسان بإعمال عقله أن يتوصل إلى وحدانية الخالق سبحانه، ومن أدلة ذلك عقلا:
(أ) دليل التمانع:
حيث يمتنع عقلا أن يكون للكون إلهين، حيث لو افترضنا وجود إلهين فإننا سنكون أمام احتمالين:
ـ الاحتمال الأول: أن كلا الإلهين لا يعرف بوجود الآخر وبذلك يكون كلاهما جاهلا، والإله يستحيل أن يكون متصفا بالجهل.
والاحتمال الثاني: أن كلاهما يعرف بوجود الآخر، فماذا لو أراد الأول أن يحيي وأراد الثاني أن يميت، فأي منهما تتحقق إرادته، فإذا تحققت إرادة الأول فإن الثاني ناقص الإرادة، ولو تحققت إرادة الثاني فإن الأول ناقص الإرادة، وهذا مستحيل لأن الله لا يتصور أن يكون ناقص الإرادة، وبالتالي فللكون إله واحد هو الله تعالى. ولذلك دعا الله تعالى المشركين إلى إعمال عقولهم حيث قال: {قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون} سورة الأنبياء 22.
(ب) دليل الإتقان:
يدل إتقان الكون وتناسقه على أن خالقه سبحانه واحد لا شريك له، فلو كان للكون إلهين أو أكثر لتعارض خلقهم، ولما رأينا هذا الإبداع، ولهذا قال تعالى: {الله خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل} سورة الزمر 59.
3ـ بعض ثمرات التوحيد:
- معرفة الخالق حق المعرفة؛
- خشية الله تعالى في السر والعلن؛
- التوجه إلى الله في كل الأحوال؛
- الفوز بالجنة والنجاة من النار.